التنبؤ والتوحد وعلم الاوبئة
لا يوجد علاج معروف للتوحد.[6][17] ويتعافى الأطفال من حين إلى آخر، يحدث هذا أحيانًا بعد علاج مكثف وأحيانًا لا يمكن الحدّ منه. ومن غير المعروف كيف يحدث الشفاء في أغلب الأحيان:[131] وقد تراوحت معدلات عينات مختارة من أطفال التوحد بين 3% إلى 25%.[19] ويمكن أن يكتسب معظم الأطفال المصابين بالتوحد اللغة عند سن 5 سنوات أو أقل، وإن كانت مهارات التواصل تتطور لدى البعض في سنوات لاحقة.[155] ويفتقر معظم الأطفال المصابين إلى الدعم الاجتماعي والعلاقات الهادفة، وفرص العمل في المستقبل أو تقرير المصير.[33] وعلى الرغم من أن الصعوبات الأساسية قد تستمر، فإن الأعراض غالبًا ما تصبح أقل حدة مع التقدم في العمر[25].
وتتناول بعض الدراسات ذات الجودة العالية التكهنات بعيدة المدى. ويظهر بعض البالغين تحسنًا طفيفًا في مهارات التواصل، ولكنهم يظهرون قليلًا من التراجع: ولم تركز أي دراسة على التوحد بعد منتصف العمر.[156] ولاكتساب اللغة بل سن السادسة، ومعدل ذكاء أعلى من 50، واكتساب مهارة تسويقية، نتائج أفضل؛ ويعتبر العيش بشكل مستقل أمرًا غير محتمل في حالة المصابين بالتوحد الشديد.[157] ووجدت دراسة بريطانية أجريت عام 2004 ل 68 بالغ تم تشخيصهم قبل عام 1980 على أنهم أطفال مصابين بالتوحد، معدل ذكائهم فوق 50، أن 21% منهم حق مستوى عال من الاستقلالية عندما أصبحوا بالغين، وأن 10% منهم كونوا صدقات وانضموا إلى مجال العمل ولكنهم احتاجوا إلى بعض الدعم، وأن 19% منهم حصلوا على نوع من الاستقلالية ولكنهم عاشوا في البيت واحتاجوا إلى دعم وإشراف كبير على حياتهم اليومية، وأن 46% منهم احتاجوا توفير وحدات سكنية خاصة بدءا من المرافق المخصصة للتوحد، مو وجود مستوى دعم عال وحكم ذاتي محدود جدًا، واحتاج 12% منهم رعاية صحية عالية المستوى في المستشفيات.[20] ووجدت دراسة إكلينيكية لعام 2005 أجريت ل 78 حالة من البالغين، والتي لم تستبعد انخفاض معدل الذكاء، تكهنات أسوأ؛ منها أن 4% فقط سيتمكنوا من تحقيق الاستقلالية والاعتماد على النفس.[158] ووجدت دراسة كندية لعام 2008 أجريت ل48 من الشباب البالغين والذين تم تشخيصهم كمصابين بالتوحد في مرحلة ما قبل المدرسة، أن النتائج تراوحت بين السيئة( 46%)، والعادلة(32%)والجيدة(17%) والجيدة جدًا(4%)؛ وتم توظيف 56% ن هؤلاء الشباب في مرحلة ما خلال حياتهم، واشتغل معظمهم في العمل التطوعي أو المحمي أو الجزئي.[159] وجعلت التغيرات في ممارسة التشخيص وزيادة توافر التدخل المبكر الفعال، الأمر غير واضحًا ما إذا كان يمكن تعميم هذه النتائج لتشخيص الأطفال في الآونة الأخيرة أم لا[12].
علم الأوبئة[عدل]
تميل معظم الأبحاث التي أجريت مؤخرًا إلى تقدير معدل انتشار التوحد ب 1-2 من كل 1000، وما يقرب من 6 من كل 1000 بطيف التوحد،[12] و11 من كل 1000 طفل في الولايات المتحدة بالتوحد الطفولي وذلك عام 2008؛ [14][160] وبسبب البيانات غير الكافية، قد تكون هذه الأرقام أقل من معدل الانتشار الفعلي.[105] ويقدر انتشار اضطرابات النمو PDD-NOS بنحو 3.7 من كل 1000، وانتشار متلازمة أسبرجر بنحو 6. لكل 1000، واضطراب الطفولة التفككي بنحو 02. لكل 1000 شخص.[161] وزاد عدد حالات الإصابة بالتوحد بشكل كبير في التسعينات وأوائل الألفية الثالثة. وتعزي هذه الزيادة بحد كبير إلى التغيرات في الممارسة التشخيصية وأنماط الإحالة، وتوافر الخدمات، والعمر عند التشخيص، والتوعية العامة.[161][162] وعلى الرغم من أن خطر العوامل البيئية مجهول، فلا يمكن استبعاده.[10] ولا يستبعد الدليل الموجود احتمالية زيادة الانتشار الفعلي للتوحد؛ [161] وتقترح الزيادة الفعلية توجيه المزيد من الاهتمام وللتمويل نحو العوامل البيئية بدلًا من الاستمرار في التركيز على الوراثة[59].
ويعتبر الصبيان أكثر عرضة للإصابة بالتوحد عن الفتيات. ومتوسط نسبة الجنس هو 4:3:1 ويتغير كثيرًا بضعف الإدراك: وقد يكون قريبًا من 2:1 في حالات الإعاقة الذهنية وأكثر من 5.5:1.[12] وقد تم التحقق من نظريات عديدة يدور موضوعها حول الانتشار العالي للتوحد في الذكور، ولكن سبب الاختلاف غير مؤكد.[74] وعلى الرغم من أن الأدلة لا يوجد فيها أي عامل خطير مرتبط بعلامات الحمل ويعتبر سببا لاكتساب المرض؛ ومع تقدم عمر الوالدين الذين تعرضوا للسكري، أو النزيف أو استخدام الأدوية النفسية أثناء الحمل، [74][163] يزداد خطر ولادة طفل يعاني من التوحد وخاصة إذا كان الآباء أكبر سنًا من الأمهات؛ وهناك تفسيران محتملان وهما الزيادة المعروفة في طفرة من الحيوانات المنوية للرجال الأكبر سنًا، وفرضية أن الرجال الذين يتزوجون في سن متأخر وتكون لديهم مشكلات وراثية يظهر في أبنائهم بعض علامات التوحد.[45] ويعتقد معظم المهنين أن العرق، والإثنية، والخلفية الاجتماعية الاقتصادية لا تؤثر في الإصابة بمرض التوحد. وهناك عدة ظروف شائعة في حالة الأطفال المصابين[164].
وهناك عدة شروط شائعة لتشخيص الأطفال بالتوحد. وتشمل التالي[6]:
الاضطرابات الوراثية: ولنحو 10-15% من حالات التوحد حالة مندلية معروفة( أحادية الجين)، شذوذ الكروموسومات، أو متلازمة وراثية أخرى، [165] ويرتبط التوحد باضطرابات وراثية عديدة[166].
الإعاقة الذهنية: تم الإبلاغ عن نسبة الأفراد الذين يعانون من التوحد وتوجد لديهم معايير الإعاقة الذهنية أيضًا وكانت 25% إلى 70%، وهناك تباين واضح يدل على صعوبة تقييم الاستخبارات الخاصة بالتوحد.[167] وفي المقابل، فإن ارتباط اضطرابات النمو PDD-NOS بالإعاقة الذهنية هو أضعف من ذلك بكثير، [168] وبحكم تعريفها، تستبعد متلازمة أسبرجر الإعاقة الذهنية[169].
اضطرابات القلق: تكون شائعة بين الأطفال المصابين بطيف التوحد. لا توجد بيانات مؤكدة، ولكن قد أفادت دراسات معدلات انتشار المرض من 11% إلى 84%. ولاضطرابات اللق أعراض عديدة يمكن شرحها بشكل أفضل من خلال التوحد نفسه، أو يصعب تمييز هذه الأعراض عن تللك المصاحبة للتوحد[170].
الصرع: توجد اختلافات حول خطر الإصابة بالصرع بحسب عمر الفرد، والمستوى المعري، ونوع اضطراب اللغة[171].
عيوب التمثيل الغذائي المتعددة: مثل بيلة الفينيل كيتون، وترتبط هذه العيوب بأعراض مرض التوحد[81].
اشتبقاء التشخيص: على الرغم من أن شروط الدليل الإحصائي والتشخيصي الرابع تستبعد التشخيص المتزامن للعديد من حالات أخرى جنبًا إلى جنب مع مرض التوحد، والمعايير الكاملة لاضطراب عجز الانتباه والنشاط الزائد، ومتلازمة ريت، فغاللبًا ما توجد شروط غير هذه ويتم تشخيص المرض على نحو متزايد[172].
مشكلات النوم: التي تؤثر على ثلثي الأفراد المصابين بطيف التوحد في مرحلة ما من الطفولة. وتشمل هذه المشكلات أعراض الأرق الأكثر شيوعًا مثل صعوبة النوم، والاستيقاظ الليلي المتكرر، والاستيقاظ في الصباح. وترتبط مشكلات النوم بالسلوكيات الصعبة والضغوط العائلية، وغالبًا ما يكون التركيز على الانتباه الإكلينكي أكثر من التشخيص الأولي للتوحد[173].