معظم شكاوى الازواج:
زوجتي انسانه رهيبه ، في فترة الخطوبه كانت ملاك اما الان فهي وحش كاسر، يحاسبني على كل شئ. تحاول خنقي والسيطرة علي، لااستطيع فعل أي شئ او الذهاب الى أي مكان الا بعد اخذ الاذن منها!
تريد ان تبعدني عن كل معارفي واصدقائي وحتى اهلي. تريد ان تكون هي زوجا جلاّدا وانا طوع امرها ! كل شئ يجب ان يكون كما هي ترغب ولا اعتبار لي ولرأي . انها انسانة متسلطه وتحاول ترويضي تدريجيا وبشكل متواصل على ان اكون طوع بنانها وعلي ان انفذ كل ما هي تريد وبطريقتها. تريد مني ان اكون خروفا وليس زوجا ورب اسره. وحتى لو فعلت ذلك فلن يعجبها! لا ادري مالذي تريده بالضبط؟ انها عيشة تقصّر العمر ولا يمكن الاستمرار في ذلك . افكر جديا في الطلاق للتخلص من هذه القيود واستعيد حياتي التي تعودت عليها سابقا . اريد ان اشعر اني انسان وليس حيوان منقاد . اريد ان اشعر بكياني الشخصي الرجولي . لااطيق الجلوس معها في البيت ، انا فعلا احبها ولكن كثرة الاختلاط بها لابد ان يصدر منها مايرفع عندي الضغط . ولذلك احاول وبشتى الطرق الابتعاد عنها .
ومن الامور الاخرى التي فعلا تثيرني هي الملامة والعتاب ، اكره بشدة عندما تلومني
زوجتي او تعاتبني . احقد عليها في تلك اللحظة واشعر انها تريد خادما مطيعا .
حذاري ايتها الزوجة الفاضله من هذه العادة السيئة الهدامة . صدقيني بتكرار هذا التصرف ستجعلين من الزوج عدو كاره لك وليس زوج حبيب.
لاتعلم المرأة انّ الزوج يعتبر الزوجة امانة في عنقه وعندما تكون سعيدة وتبتعد عن التشكي فانّ ذلك يعطيه شعور الغبطة والفرح، يشعر انه انسان ناجح والدليل على ذلك انه نجح في اسعاد زوجته.
اما اذا كانت المرأة في حالة تذمر وشكوى وعدم رضا وتتبع اسلوب اللوم والعتاب فان ذلك يجعله يشعرانه انسان فاشل والدليل على ذلك فشله في اسعاد زوجته.
ذكر لي احد الازواج الذي اعرفه جيدا واشهد له بالاستقامة والاخلاق الفاضله والتزامه بالدين ومعاملته الطيبه لزوجته واحترامه لها . ذكر انه ذات يوم اتصل بزوجته من العمل واخبرها انه سيذهب مع زملائه بعد العمل الى قضاء بعض الوقت في الخارج وسيتأخر قليلا .
بعد الانتهاء اتصل بزوجته واخبرها انه في الطريق الى البيت وسألها ان كانت ترغب بعد وصوله في الخروج لقضاء وقتا جميلا سويا . بالمناسبة كل الامور بينهما كانت طيبة ولم تكن هناك أي مشاكل او منغصات .
في حوالي الساعة الثامنة ليلآ من نفس اليوم جاء الاثنان الى مكتبي ، كان الظاهر على كليهما بوادر العصبية المفرطة ، وبعد ان جلسا انفتحت نار جهنم ، بدء كل منهما وبصوت مرتفع يكيل التهم الى الاخر.
لااريد ان اذ كر التفاصيل لتلك التهم التي كال احدهما للآخر( معظمها غير حقيقية نتيجة الفهم المغلوط او مبالغ جدا فيه) ، فقط اود ان اذكر انهما جاءا الي وقد اتفقا على الذهاب الى المحكة الشرعيه من اجل الطلاق يوم السبت القادم ( كانت الحادثة هذه يوم الخميس ).
مدى جدية قرار الطلاق هذا ؟
هنا ادركت فورا ان الاثنين غير جادان في الطلاق وكلامهما هذا نابع من انفعالات شخصية وليدة تلك اللحظه. فلو كانا فعلا جادان في الطلاق فلماذا لم يرمي الزوج يمين الطلاق عليها في ذلك الموقف وتنتهي المسألة؟! ولماذا بقيت الزوجة معه ولم تترك البيت كما يحصل عادة؟!.
كذلك ادركت في ذلك الموقف المتوهج وفي تلك العصبية المفرطة عند كليهما انه لن ينفع أي كلام او نصيحة ممكن ان تهدّأ الموقف . قررت ان اتبع معهما اسلوب خاص في علم النفس ، اسلوب reverse psychology ، تظاهرت باني مقتنع جديا بان الحل الامثل لهما هو الطلاق ولا شئ اخرينفع . اصبحت مشاكلهما كثيرة جدا وبشكل يومي متكرر ولم يعد الكلام مجدي معهما ولا داعي للبقاء معا والعيش بتلك المعاناة اليوميه من قبلهما . ليس هناك ما يدعوا الى البقاء تحت ظل هذه الرابطة الزوجيه الرهيبة .
بعد ان ذكرت لهم ذلك وفجأة خفت عندهما تلك الحدة والعصبية والهيجان بشكل ملحوظ وبدءا بالاستماع الى مااقول املا ان اقول شيئا اخر ممكن ان يوصل الى حل اخر غير الطلاق . لم اقدّم لهما اية نصيحة في تلك اللحظة ( لم يكونا بعد قد وصلا الى حالة هدوء الاعصاب وتقبّل اية نصيحة ).
كل ما قلت لهم انهما قد قررا الطلاق بعد يومين، وهذا قرار نابع من قناعة الطرفين . يومان فقط معا وبعد ذلك فراق .
امامكم يومان فقط مجبران على ان تكونا معا، الذي ارجوه منكم ان تتعاملوا خلال هذه الفترة القصيرة بالحسنى والاحترام وتذّكر محاسن الاخر والابتعاد عن التفكير بمساوئ
الطرف الاخر ، تذكرا اننا بشر ولسنا ملآئكه . نحن دائمي الخطأ وعلينا ان نحاول مسامحة احدنا الاخر. لن يحل المشاكل سوى الحوار الهادئ .
اقترحت عليهما ان يذهبا الى مطعم في ساحة عنتر لتناول العشاء ( هذا المكان كانا يرتادانه في ايام الحب والمشاعر الجياشة ، فترة الخطوبة ).
بفضل الله عز وجل نجحت خطتي هذه وتمكنت من دحر الشيطان الرجيم الذي هدفه الرئيس هدم البيوت والتفريق بين الازواج .
ذهبا معا وبدءا حياة جديده مبنية على اسس من التسامح وعدم تفسير تصرفات الاخر بصورة سلبية ، والحمد لله رزقهما الله بمولود ذكر اسمياه محمد تيمنا باسم الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .
أساس المشكلة التي كادت ان توصل الى الطلاق؟!
من خلال الحديث معهما فهمت أن المشكلة تكمن في أن الزوج بعد أن عاد إلى البيت بدأت الزوجة باستجوابه : من خرج معك وأين ذهبتم وما دار بينكم من حوار ؟.
حسب تفكير المرأة فان تصرفها هذا طبيعي جدا ، تحب أن تطمئن على ما دار من
حوار .هل هناك أي خطأ ؟ أليست هي زوجته ولها الحق في مشاركته في كل الأمور؟
( حقيقة الأمر إن المرأة فعلا تفكر بهذه الطريقة ولها الحق في ذلك ، إلا أن هناك سببا آخر لاتعترف به المرأة ، تريد أن تطمئن انه لم يتم الحديث عن المشاكل ألزوجيه ولم يتأثر زوجها بذلك الحديث بشكل سلبي قد يؤثر على حياتهما ألزوجيه ).
شعور الرجل في لحظة( الاستجواب) المزعجة جدا بالنسبة له انه شعر وكأنه مجرم جالس أمام ضابط تحقيق ، وأيضا ذكّره ذلك بفترة طفولته التي كانت أمه ومن منطلق الخوف عليه تستفسر (تستجوبه) عن كل شئ، وكان هو ومن منطلق ضعفه عليه أن يجيب امه على تلك الاسئله.
هذا ما اثار الزوج وجعله يتصرف مع زوجته بردة فعل غير ودية والتي بعد ذلك
تصعّد الموقف وتدخّل الشيطان اللعين وصور لهما أمورا غير موجودة.
ما أثلج قلبي قبل يومين كنا في مجلس نتحاور فيه بخصوص المشاكل الزوجية. وذكرت في ذلك المجلس مسألة سؤال (استجواب) الزوجة لزوجها وما هو تأثيره السلبي على الزوج وكيف يفهمه. كانت بين الجالسين زوجة كان زوجها في تلك اللحظة قد خرج مع أصدقاء له لقضاء بعض الوقت ، وبعد أن عاد استقبلته استقبالا جيدا وقالت له بالحرف الواحد ( ارجوا أن تكون قد قضيت وقتا ممتعا ولن أسألك عما دار بينكم من حوار إلا إذا أنت رغبت في ذلك ) .
ارتاح الزوج من تصرف زوجته هذا وقام بإخبارها بشكل تفصيلي وسارت الأمور على خير مايرام.