التغيير فرصة و ليس تهديد
قرأتها منذ زمن ليس ببعيد، كتاب يحمل عنوان من حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟ هو بعبارة عن قصة قصير لا يكاد تتجاوز عشرين صفحة، يحاول الكاتب من خلالها، سرد رد فعل فأرين و قزمين، و اللذين يمثلون أبطال القصة، تجاه مجموعة من الأحداث التي يتعرضون لها، و النتائج التي يتوصلون إليها في النهاية.
و قد استنتجت مجموعة من الأهداف التي يحملها هذا الكتاب:
الهدف الأول: مواجهة الخوف، إن الخوف في غالب الأحيان هو العامل الرئيسي الذي يحول دون وصولنا للنجاح، هو مثبط للعزائم و قاتل للأحلام، و الخوف نوعان:
- الخوف من الفشل: و هو أحد أشكال الخوف الأكثر شيوعا، حيث يبدأ الشخص بتشكيك في قدراته، و مقارنة نفسه مع الأخرين بطريقة متشائمة، فيفشل قبل حتى أن يحاول. هناك مقولة أعجبتني للممثل ويل سميث في فيلم ما بعد الأرض، يقول فيها: "الخوف ليس حقيقي، المكان الوحيد الذي يتواجد فيه الخوف هو أفكارنا تجاه المستقبل، و هو ما يجعلنا نخاف أشياء ليست موجودة و لن تكون."
- الخوف من النجاح: و هو خوف يتملك الشخص عندما يتعلق الأمر بشيء كبير فجأة، حيث يخاف الشخص من النجاح و أن لا يتمكن من التعامل معه، و هناك مقولة مأثورة أقتبسها من فيلم المدرب كارتر، تقول: "مخاوفنا الكبيرة ليست بأننا لسنا مناسبين، مخاوفنا الكبيرة تتمحور حول قوتنا التي يمكن أن تفوق المعايير".
الهدف الثاني: الحرية، إن الانسان إذا تفوق على مخاوفه، يشعر بالحرية، الحرية التي ستمكنه من تذوق الطعم الحقيقي للحياة و التي تصبح هدفه منها، فبتحرره من مخاوفه، يحرر بطريقة لا شعورية وجود أشخاص أخرين، ففي نهاية هو سيصبح القدوة و المثل للكثيرين.
الهدف الثالث: مسايرة التغيير، لا يمكن للحياة أن تبقى مستقرة، فلو كان الحال كذلك، لبقينا نعيش في العصر الحجري، و لكن قوة التغيير أبت دون حصول ذلك، فالتطور العلمي الذي نعيشه اليوم كان نتاج التغيير الذي طرأ على العالم. لذلك يجب أن نتوقع في هذه الحياة أسوء ما يمكن أن يحصل لنا، و نستبق حدوث هذه التغييرات، فعند حدوثها نكون مستعدين و نقي أنفسنا شر الهول و الصدمة بعدها. و هناك مثل غربي يقول، إذا لم تستطع منعهم، انظم إليهم، بمعنى آخر إذا لم تستطع وقف التغيير إنظم لركب المغييرين، فوحدهم المجانين كفاية من يمكنهم قيادته.
الهدف الرابع: و هو هدف قد يغفل عنه الكثيرون، و هو ترك أثر خلفك، كثيرون هم من يبدأون شيئا و لا يكملونه، و الخطأ الذي يرتكبونه هو أنهم يظنون أنهم أصحاب هذا التغيير اذا يجب عليهم أن يكملوه و لكن في الحقيقة هو أمر شبه مستحيل، أذكر أن أحد أساتذتي في الجامعة كان يقول لنا:" كي تخموا في أون سوليسيون تفكروا بلي كاين العالية" بعبارة أخرى كل شخص بيننا له أجله و هو لا يعرف متى تواتيه المنية، لذلك إن تعلم شيئا أو اقترح حلا، لابد له من تدوينه، فقد يأتي أشخاص بعده مهتمين بما اقترحه، فيكملون مشواره بدل أن يعيدوا كل أبحاثه، أيضا من فوائد التدوين، هو أن يستفيد اجيال المستقبل من أخطاء الماضي فلا يعيدوها، ففي النهاية الحاضر مرآة الماضي. و الغبي من يلدغ من الجحر مرتين.
الهدف الخامس: ابدأ بنفسك و لا تنتظر أحدا، إن كنت تثق بالفعل الذي ستقدم عليه، قم به و لا تنتظر أن يدعمك أو يرافقك أحد في مشوارك، فأنت إذا ما نجحت في طريقك انظم إليك من كان يظنك مجنونا أو أنك ستفشل.
الهدف السادس: جرب ما هو جديد، فربما تكتشف شيئا يغيير العالم أجمع، فكم من اكتشاف كان نتيجة البحث في المجهول، صحيح أنك ربما لن توفق في كثير من أحيان و لكن أنت ستكتشف أن ذلك الجديد ليس جيدا، فهناك مثل يقول:" ما لا يقتلك يجعلك أقوى" و هناك مثل شعبي جزائري يقول:" إذا ما قتل يسمن"
الهدف السابع: فائدة المعلومة، كل مهارة يتعلمها الانسان مهما استحقرها فإنه يوما ما سيحتاجها، فلا يجب على الانسان أن يتوقف عن نهل العلم و تكوين نفسه سواء جسديا أو ذهنيا، يقول ليس براون في أحد خطاباته التحفيزية: " المعلومة تغيير الوضعية" (information change the situation)
و في الأخير أنصح الجميع بقرأة الكتاب لأنه حقا سيغيير حياتكم و تفكيركم.