من كتاب أنتيخريستوس
في إطار مبادرة تنوين و التي ينظمها النادي الأخضر للمدرسة العاليا للاعلام الآلي بالجزائر العاصمة، و التي من خلالها قمنا باختيار 17 كتابا لقراءته خلال الستة أشهر القادمة، وقع اختياري الأول على كتاب أنتيخريستوس للكاتب الدكتور أحمد خالد مصطفى لذا قررت أن أشاطركم من خلال هذا المقال نبذة عن الكتاب و كذا رأيي الشخصي فيه.
بشكل عام الكتاب يتحدث عن الماسونية و نشأته و علاقتها بتطور الأحداث منذ ظهور السحر على وجه الكرة الأرضية، و ما أعجبني حقا في الكتاب هو طريقة عرض الأحداث فقد اعتمد الكاتب على الأسلوب السردي القصصي و هو من أكثر الأساليب التي تجذب القارئ كما أنه اعتمد لغة بسيطة تصل بسهولة للقارئ، فكان الكاتب يسرد القصة ثم يتبعها بتحليل منطقي و نقدي للأحداث و يربط بين القصة و سابقاتها، و ما يشدك أيضا هو النمط الذي شخصيا لم أعهده في الكتب التي قرأتها و هو الرعب بحيث يجعل القصص على ألسنة شياطين و كذا مشعوذين. و في كل مرة يؤكد لك الكاتب على نقطة معينة بحيث يقول إن الأحداث حقيقية و يجب أن تصدقها و أنه يختصر عليك الساعات الطويلة من البحث لذا جل ما عليك فعله هو تصديقه. ، أمر آخر، يقوم الكتب كذلك بالتحليل على لسان شخص كان ماسونيا في الدرجات المتقدمة وأن الموت يترصده فيزيدك ذلك حماسا و تود ان لو تكمل الكتاب في ساعته حتى تعرف مصير ذلك الراوي
يستهل الكاتب بسرد حكاية النمرود و هو اول من تعلم السحر فكان أكثر حاكم دموي عرفه التاريخ و كيف أنه تعلم السحر من ابليس نفسه إلى ان جاء سيدنا ابراهيم الخليل و قلب الموازين، و قد لفت انتباهي في هذا الجزء من القصة، وجود زوجة النمرود و اللذان كانا يحبان بعضهما و يساندان بعضهما بشدة، فترى هنا لطف الخالق حتى مع أكثر الناس شرا منذ ظهور البشرية. فسبحان الله.
و يختم اول قصة بطريقة وفاة النمرود الشنيعة، وهنا كذلك تتجلى لك قدرة الخالق حيث أن حشرة صغيرة فتكت بأكثر السحرة شرا و شناعة...و يتبع الكاتب القصة بتحليل و إضافات عن معظم التسميات الواردة في مختلف الحضارات للنمرود.
يواصل الكتاب بقصة الملكين هاروت و ماروت و كيف ان الله أرسلهما لتعليم الناس كيفية ابطال السحر بالسحر بعد ان ساد السحر الأسود بابل و كيف أنه كانت هناك امرأة بالغة الجمال استعملها سحرة بابل لتعلم السحر المبطل لتبديله و استعماله لأغراض شريرة و كيف أنها أرادت الايقاع بالملكين فأصبحت ملعونة.
ينتقل الكاتب بعد ذلك إلى مجموعة من القصص تبدأ بفرسان الهيكل و الذين استعملهم الشيطان لاستخراج كتب السحر التي تم تخبأتها بعد وفاة سيدنا سليمان و كيف تعلم الناس السحر بعد ذلك وكذا قصص عن تحريف الكتب السموية و بداية نشأة بني صهيون و لكنني لن أعطيكم المزيد من التفاصيل حتى أشجعكم على قراءة الكتاب.
هناك فصل تناول فيه، كيف أن الشيطان أراد أن يقسم بين المسلمين مغتنما وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم و لكن ايمان المسلمين لم يمنحه هذه الفرصة فكان أبو بكر هو الخليفة بمبايعة الكل و من بعده عمر و من بعده عثمان و حتى بعد مقتل عثمان رضي الله عنهم جميعا و قيام ما سمي بالفتنة الكبرى في التاريخ كان بأقل التكاليف و لم ينجم عنه تفرق المسلمين فاسمر الحال كذلك إلى أن تمكن الشيطان من اخراج ثلة من المسلمين أسموا انفسهم الشيعة و لكن ذلك كان بعد انقضاء عدة قروء من وفاة الخلافاء الراشدين،(قمت هنا بتبسيط و تلخيص الحكاية و لكن هناك تفاصيل أكثر في الكتاب). حقا إن القرآن لمعجزة محمد عليه أفضل الصلاوات و التسليم، حمانا من الفتن و الفتنة أشد من القتل.
كما يقوم الكاتب بتوضيح أهداف الماسونية و السبب وراء اصرارها على بناء هيكل سليمان و الأسباب السياسية التي ساعدت على الهجرة الكبرى، هجرة اليهود إلى أراضي فلسطين المحتلة و كيف أنهم استعملوا الطرق الخسيسة و الدنيئة ذلك لأنهم ببساطة يظنون انهم هم البشر و نحن مجرد غوييم حيوانات خلقت على شكل إنسان لمساعدتهم و خدمتهم.
لن أعطيكم المزيد من التفاصيل لأنني أظن انني ثرثت كثيرا و لا يجدر بي ذلك، و لكنني انصحكم حقا بقراءة الكتاب ولا أنصح ذوي القلوب الضعيفة به فقد يؤثر على نفسيتكم مدة من الزمن...