تَحْـكي اللَّــيالي، فأنْصِتْ أيُّــها الوَتَرُ
وَهَلْ نَثَرْتَ سوى ما يَنْظِمُ الْــقَمَرُ؟
تَروي الـنُّـجومُ، فَتُـخْفي السِّرَّ أُغْـــنِيَتي،
ويُقْسِمُ الـعُودُ: أصْداءُ الدُّجى خَفَرُ
الـنَّفْسُ شاءَتْ وُلوجَ السِّرِّ ذاتَ دُجًى،
فَأُورِثَتْ ظَمَأً، في جَوفِهِ سَقَرُ
وما احتَسَتْ مِن هناءِ اللَّيلِ كأْسَ نَدًى،
ولا تَقَرَّبَ مِنْ أطيارِها الشَّجَرُ
تُــتَمْتِمُ الشُّـهُبُ الأنغامَ راقِصًةً
عَلى الغُيومٍ، فَـيَهْـمي إثْرَها الـمَطَرُ
وتِلكَ ناشِئَةُ الـلَّيلِ اصطَفَتْ صُوَرًا،
وبَعْـثَرَتْـها، وقُلْـــنا: ما لها أَثَرُ
فـماجَ أُفْقُ الدُّجى ألوانَ أجنِحَةٍ،
ورفَّلَتْ صُورٌ، أفياؤُها صُوَرُ
في بُردَتَيك، أيا ليلُ، انتَشى قَلَمي،
وفي ظَلامِكَ دَفْقُ الـنُّورِ، والسَّمَرُ
يا أيُّــها اللَّيلُ، ذَوْبُ الشِّعْرِ أرَّقَني،
والسِّحْرُ أوْرَقَ، لَــــمَّا كُوِّرَ السَّــحَــرُ
كُنْ أنتَ مِشْكاتيَ الـغَرَّاءَ يا غَلَسًا،
فأجمَلُ الــنُّورِ نورُ الْـغَيبِ يَسْـتَتِرُ