أمراض غير معدية تصيب الاسماك (أمراض بيئية وأمراض سوء التغذية)
ليس كل ما يظهر على الاسماك من مرض أوخلل دائما سببة مسبب مرضى لأن البيئة والأسماك والمسبب المرضى تتعانق كلها فى وسط واحد،أى خلل فيها يؤدى بالتبعية الى انعكاس ذلك على الاسماك. والمؤثرات البيئية تمثل ضغوطا تؤدى الى زيادة تعرض الاسماك للعدوى بالامراض وتخفض من المقاومة للامراض. الماء هو الوسط الذى تعيش فية الاسماك وتؤثر فيه كالاتي :
1. درجة حرارة الماء:
درجة حرارة المياه لها تاثير مباشر على إصابة الاسماك. فالاسماك من ذوات الدم البارد اى ليس لديها إمكانية التحكم فى درجة حرارة أجسامها التى تتغير بتغيرات حرارة البيئة وتحتمل الاسماك تباين فى درجات الحرارة مابين 10 – 12 لكن تدريجيا. فالانخفاض المفاجئ فى درجة حرارة الماء أو الارتفاع ينعكس على كمية الحرارة التى يستقبلها الماء وبالتالى ينعكس ذلك على الاسماك متمثل فى ضغوط بيئية مؤديا الى الاصابة بالامراض والنفوق الجماعى.
2. الضغط الأسموزى :
يشكل الضغط الاسموزى للماء ضغوطا على الخلايا الحية التى يجب ان يكون لها رد فعل تجاه زيادتة أو نقصة ولذلك تقوم الأسماك بعمليات فسيولجية وميكانيكية لتوازن بين الضغط الاسموزى داخل جسمها وذلك الخاص بالماء والاملاح خارجها أما بامتصاص ماء لتخفيف نسبة الأملاح فى الجسم او بالتخلص من الاملاح الزائدة عن طريق الاغشية المخاطية بالخياشيم وهذا يفسر نفوق اسماك المياه العذبة عندما توضح فى البحار وكذلك اسماك البحر عند وضعها فى أحواض مياه عذبة كما ان بيض اسماك المياه العذبة الذى له خاصية إمتصاص المياه اللازمة للفقس اذا وضع فى البحار تعوقه درجة الملوحة العالية عن هذه الخاصية وبالتالى يموت الجنين داخل البويضة.
3. الرقم الأيدروجينى (PH):
وهو الرقم المعبر عن حموضة أو قلوية المياه ويعتبر الرقم الأيدروجينى الأمثل لأسماك المياه العذبة يتراوح بين 6.5، 9.00 وزيادتة أو نقصة تمثل ضغوطا على الأسماك تؤدى الى النفوق. كما ان هناك مواد كثيرة تصبح سامة بتغير الرقم الأيدروجينى فى الماء الذى بة هوائم نباتية كثيرة ترتفع حموضتة بعد تعرضها لضوء الشمس لفترات كبيرة ولذلك يجب تحليلها فى الماء لمعرفة أعلى درجة للحوضة تصل اليها.
· أنخفاض الرقم الأيدروجينى (حموضة الماء) :
تعتبر الحموضة بداية من رقم 6.50 من أخطر العوامل البيئية المؤثرة فى الاسماك وتتطلب تدخلا سريعا باضافة كربونات كالسيوم وتظهر أعراض إنخفاض الرقم الأيدروجينى فى زيادة المخاط المغطى لجسم السمكة وانخفاض معدل النمو ومعدل التكاثر وفى الحالات المزمنة التى تسبب تشنجات مع زيادة حركة الاسماك ثم يعقبها نفوق بنسب مرتفعة ويتاثر الماء بنوع التربة، فمثلا التربة التى تحتوى على أحماض الكبريتات يقل فيها الرقم الأيدروجينى للماء إلى 4.00 وذلك لأكسدة الكبريتيد الى حمض الكبريتيك مما يجعلها غير مناسبة لزراعة الأسماك. وأيضا فى نظام الاحواض المغلقة تقوم الاسماك بعمليات بنائية تنتج عنها احماض وبالتالى تقلل الرقم الأيدروجينى وتزيد حموضة الماء. وفى البحيرات التى بها كائنات نباتية تقوم أثناء النهار بعملية التمثيل الضوئى التى تستخدم فيها ثانى أكسيد الكربون مما يسسب وصول قلوية الماء الى أقصاها مع غروب الشمس ولكن فى اثناء الليل تزداد حموضة الماء لتوقف عملية التمثيل الضوئى.
· ارتفاع الرقم الايدروجينى ( قلوية الماء) :
ان الماء القلوى الذى يكون فية الرقم الايدروجينى أعلى من 9 يعتبر خطرا على الاسماك وهو قد يحدث نتيجة استخدام أحواض خرسانية حديثة الصنع أومن سوء توزيع الجير الحى، وقلوية الماء تسبب فى أسماك البلطى عتمامة قرنية العين كما يصبح لون الخياشيم داكنا ويرتفع نسبة نفوق البيض فى الماء القلوية وذلك لان قلوية الماء تعمل كقاتل للبكتريا بالاضافة الى أثر حموضة الماء القاتل على الزريعة الصغيرة، واضافة متعادل فوسفات أو ماء غير متأين يخفض الرقم الأيدروجينى وبالتالى يعالج قلوية الماء.
4. الأومنيا غير المتأينة (NH3):
زيادة تركيز الأمونيا غير المتأينة فى الماء يعتبر ساما إذا وصل الى الحد الذى ينخفض معة تركيزات الاكسجين وأفضل مستوى فى المزارع المكثفة يكون اقل من 0.05 مجم أمونيا لكل لتر أما المستوى السام فيتراوح بين 0.6، 2.00 مجم لتر لفترة تعرض بسيطة. الاسماك تخرج الأمونيا طبيعيا من الخياشيم اثناء التنفس وتزيد الامونيا بزيادة كثافة الاسماك فى الاحواض او درجة الحرارة أو درجة تركيز أيون الايدروجين أو قلوية الماء. وفى أحواض الأسماك القراميط (خاصة) يجب اضافة الكلوريد بنسبة 20 مجم / لتر حتى تمنع إصابتها بالتسمم بالنيتريت.
طرق المحافظة على الأسماك من الأمراض البيئية:
حجر بيطرى للزريعة الورادة من مزارع أخرى وعدم السماح بتلوث الماء بالمواد العضوية ومراقبة خواص وجودة الماء الطبيعية والكيميائية وتجنب إزدحام الأسماك وتقديم الغذاء الكافي المتزن وزيادة مياه الأحواض في الأوقات الحارة لتحديد نسبة الأكسجين وتجنب إرتفاع الحرارة وعزل الأسماك المريضة والمشكوك فيها وتفريغ الحوض عند ظهور مرض وتجفيفة وتطهير وفحص الأعلاف المستخدمة وتخزينها بطريقة سليمة.
الأمراض التى تنتج عن سوء التغذاية:
تعتمد زيادة إنتاج أى مزرعة أساساً على التغذية المتوازنة فإن النقص أو الزيادة في إحدى مكونات العليقة يعتبر عاملاً أساسياً في إنخفاض الإنتاج وهذا النقص قد لاينتج من نقص العنصر الغذائي في العليقة وإنما يكون نتيجة أمراض أو تغييرات معينة أو وجود طفيليات هى التى تعوق الإستفادة من ذلك العنصر الغذائي.
1- نقص البروتين:
يجب مراعاة أن البروتين النباتى غالباً ما تنقصة فيتامين (أ،ج) ما يسبب عتامة العين في الأسماك ولذلك يجب تعويضة في العليقة.
ونقص البروتين أو الأحماض الأمينية لا يظهر مباشرة وإنما ينعكس على إنتاج بعض الهرمونات والإنزيمات. كما أن الأحماض الأمينية هذه هامة جداً لأكسدة المواد الدهنية والنشوية.
ونقص أو إختفاء حمض التربتوفان يسبب تشوها طولياً تشوها عرضياً في العمود الفقرى، كما أن بعض مكسبات الطعم وحوافظ الأعلاف وفترة التخزين الطويلة قد يفسد الأحماض الأمينية ومن ناحية أخرى فإن زيادة الليسين تؤدى إلى ضعف النمو وقلة التحول الغذائي في السمكة، وأيضاً يسبب جروح الجلد والزعانف مما يزيد العدوى بالفطريات. أما نقص البروتين فانه يؤدى إلى قلة عدد كرات الدم الحمراء وزيادة تباينها وقلت سرعة الترسيب ونسبة الهيموجلوبين ما ينتج عنه أنيميا.
2- التغيرات في نسبة الدهون:
زيادة نسبة الدهون عن 20% تؤدى إلى ترسبات دهنية في خلايا الكبد وزيادة حجمه وتجمعات سائلية في كل تجاويف الجسم، وقد تعالج هذه الحالة بزيادة نسبة الكولين في العليقة وكذلك نقص جمص اللينوليك يسبب شحوب اللون ونقص النمو وتكسير الزعانف. وبصفة عامة يمكن تلخيص أمراض
نقص الأحماض الدهنية في الآتي:
إنخفاض النمو وإرتفاع محتوى العضلات للمياه وإنخفاض نسبة الهيموجلوبين في الدم، وزيادة حساسية السمك للإصابة بالبكتيريا – الأحماض الدهنية السريعة الزرنخة والأكسدة لذلك يمكن إضافة مواد مثل الايزوكسيلين والسنتوكين بنسبة (0.02) لمنع هذا التأكسد.
3- التغيرات في نسبة الكربوهيدرات:
زيادة تلك النسبة تؤدى إلى إرتفاع نسبة الجلوكوز في الدم والكبد مع زيادة حجم الكبد ودكانة لون السمكة وفقدانها للشهية، تلاحظ ان السمك يسبح على سطح الماء ومع تقدم الحالة ترتفع نسبة النفوق.
undefined
4- تغيرات العناصر المعدنية:
- نقص اليود يسبب زيادة حجم الغدة الدراقية مما يؤداى إلى زيادة حجم المنطقة مابين الفكين وقد أثبتت التجارب أن إضافة 0.6 ميكروجرام / كيلو جرام عليقة من اليود يمنع ذلك وكذلك نقص الزنك يسبب عتامة العين وإضافة الزنك للعليقة بعد إضافة الصوديوم والبوتاسيوم يساعد على إمتصاصها.
- يسبب نقص الكالسيوم نقص تكوين العظام وتشوه عظام الراس وعدم تكلس الزعانف ويسبب المغنسيوم ضعف النمو وفقدان الشهية وإنخفاض معدلات النمو، أما نقص الحديد فإنه يسبب أعراض الأنيميا. أما نقص الفوسفور فإنه يؤدى إلى تشوه رأس السمك وصغر حجمها وقلة النمو وقد ينتج أيضاً جحوظ العين وكبر حجم البطن.
5- نقص الفيتامينات:
نقص فيتامين أ يسبب ضعف النمو وضعف الأبصار مع بقع نزيفية في منطقة الزعانف هذا بالإضافة إلى تقرن الأنسجة وعدم الإستفادة من الطعام. أما نقص فيتامين د فإنه يقلل معدل النمو، ولكن مع نقص فيتامين ك فإنه وقت تجلط الدم يطول وذلك يصاحب الأنيميا ولكن زيادته تسبب تسمم. ونقص فيتامين الثيامين يسبب عدم إتزان وتشنجات وضمور في العضلات. يعتبر الرايبوفلافين هاماً جداً للسمك وسيبب نقصه أعراض شلل وكتراكت فين العين مع إالتهاب شديد في الزعانف كما يتحول لون السمكة الى لون داكن. في حالة نقص فيتامين حمض النيكوتين يسبب إستسقاء في البطن وإحتقان في الخياشيم. أما حمض البانتوثينك فعند نقصة تجد سائل في الخياشيم وتقرحات في الجلد ونقص فيتامين 6B يقلل النمو هذا بالإضافة إلى وجود تليفات في الكبد والكلى.
فيتامين البيوتين يسبب نقصه نزيفاً في الأمعاء مع زيادة كرات الدم البيضاء ولكن حمض الفوليك يحدث بقعاً نزيفية في الزعانف وتصبح الأسماك داكنة اللون. ونقص فيتامين C (حمض الأسكوربيك) يحدث نزيفاً ونقص الحديد في الدم يسبب تشوه الحبل الشوكى وطول الزمن اللازمة لتكوين الجلطة في الدم. ولكن نقص فيتامين الكولين يسبب نزيفاً في الكلى مع تضخم في الكبد ونقصاً في معدلات النمو.
اعداد / ايمن جمال رمزى
مراجعة / فاطمة مدبولى
إشراف / منى محمود