نكشف «داعش» يضع خطة لاقتحام السجون فى مصر والعراق لتهريب الإرهابيين فى «90 دقيقة»
صورة لعناصر داعش فى إحدى المعارك
حصلت «الوطن» على خطة تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، المعروف بـ«داعش»، لاقتحام السجون فى العراق ومصر، لإطلاق سراح المحبوسين والمحتجزين المحسوبين على التنظيمات الجهادية والإرهابية، وأسر عناصر من قوات الأمن والحراسة، وتضمنت الخطة آلية مراقبة السجون، وكيفية تحديد أماكن الاقتحام، وجمع المعلومات، والمحاذير التى يجب على عناصر الهجوم تجنبها لإنجاح عملية الاقتحام، وتهريب المسجونين فى فترة لا تتجاوز 90 دقيقة.
صورة لعناصر داعش خلال تلقى دورة قتالية
وقال التنظيم فى وثيقته التى نشرها عبر موقعه الإلكترونى، بعنوان «استراتيجية اقتحام السجون»، نجاح عملية الاقتحام مرهون بضرورة العمل على المساعدة فى إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من المساجين، غير التابعين للتنظيم للمساعدة فى عملية انسحاب المجموعات، مع الأسرى، وإحداث حالة من الارتباك فى صفوف العدو لا يستطيع معها التركيز على مطاردة القوة المهاجمة.
وأوضح التنظيم أن اقتحام السجون يتطلب التدريب على مهارات مختلفة، منها القتل الصامت لأفراد الحراسة، والتعامل مع المتفجرات باحتراف، وعلى طرق إشعال الحرائق، وقيادة السيارات المختلفة، والحصول على سيارات من داخل السجن، فضلاً عن عمليات الاختفاء، وارتداء ملابس رجال الشرطة والقوات المسلحة، وسكان المناطق المجاورة للسجن، والتدريب على استخدام أجهزة لاسلكى الشرطة، واستخدام لغة أجنبية وشفرة فى التعامل، واقتحام البوابات والغرف، والتعامل مع الأبراج والتدريب على العمل دون نوم لفترات تصل إلى 84 ساعة متواصلة، والعمل المتواصل دون طعام أو مياه.
وأشار التنظيم فى وثيقته، إلى أن أولى الخطوات التى يجب على المقتحمين اتباعها، هى جمع المعلومات بكافة الطرق والوسائل المتوفرة، ومنها جمع معلومات سابقة من أفراد لديهم معرفة بكروكى الهدف، مثل المساجين السابقين، والأشخاص الذين عملوا فى السجن مع الشرطة، أو مع العناصر الطبية، أو جهات التحقيق أو مع محامين، أو من زاروا مساجين فى هذا السجن، فضلاً عمن تم نقلهم بسيارات السجن فى حالات سابقة، أو من شاهدوا هذه السيارات فى الشوارع فى أوقات مختلفة، إلى جانب المعلومات التى يتم جمعها من العناصر المدربة التى تعمل لجمع كل المعلومات الضرورية والمطلوبة للعمليات، أو من أفراد يعملون فى هذه الأماكن من خلال الاقتراب منهم فى ظروف عادية وإقامة علاقات معهم.
التنظيم يجمع معلوماته من المساجين وعناصر أمنية سابقة للحصول على رسوم كروكية للسجون وتحديد أنسب أماكن وأوقات الاقتحام
ووضع التنظيم 4 خطوات للاقتحام، الخطوة الأولى: هى أنه عادة ما يركز العدو على البوابة الرئيسية، وتكون قوة الحراسة قريبة منها، إن لم تكن موجودة فيها، وبالتالى يكون الدخول إلى السجن من أماكن أخرى عبر الأسوار ويجب فتح أكثر من مكان فيها.
والخطوة الثانية: أنه لا توجد أية أقفال لا يمكن فتحها، وهناك آلة هامة جداً لقطع الجنازير والأقفال القوية وهى عبارة عن قصافة أقفال موجودة فى أمريكا وأوروبا وبعض الدول العربية، وتسمى فى أمريكا pole cutter وهى ثقيلة الوزن حوالى 5 كيلوجرامات وطولها نحو 70 سم، ويمكنها قطع أى جنزير أو قفل.
وتتمثل الخطوة الثالثة، فى أنه إذا أمكن تحديد مكان قائد الحراسة، فيجب إرباكه عن طريق إحداث تفجيرات مختلفة فى أماكن كثيرة لتشتيت القوة، حتى لا تدرك ما عليها فعله. وتتعلق الخطوة الرابعة، بالأبراج، ويجرى التعامل مع الجنود الموجودين فيها بالقتل الصامت إذا أمكن، أما إذا حدثت إغارة صاخبة، فيجرى التعامل معهم مباشرة.
اقتحام السجون يتطلب التدريب على القتل الصامت والتعامل مع المتفجرات باحتراف وعلى عمليات الاختفاء
وشرح التنظيم فى وثيقته، أفضل أوقات الهجوم، وهو آخر ضوء قبل حلول الليل، لأن الزحام وحركة السير والمرور تكون عادية، وبالتالى يصعب على العدو تحديد القوة المنسحبة لوجود سيارات ومارة فى كل المناطق، ولعدم توقع العدو حدوث هجوم فى مثل هذا الوقت، ووجود الظلام فى الليل، يساعد على الاختفاء قبل بزوغ النهار.
وحددت وثيقة التنظيم، المطلوب من مجموعات جمع المعلومات تحديداً، وهى زمن مكوث أفراد الحراسة فى نوبة الحراسة، وأوقات تبديل الحراسة، وأماكنها، وعادات أفراد الحراسة أثناء عملهم والطقس غير المفضل لهم، مثل البرد القارس أو الحرارة الشديدة، وعدد طلقات الذخيرة ونوع الأسلحة والمعدات والسيارات المتوفرة مع قوة الحراسة والطرق المؤدية إلى السجن، سواء الرئيسية أو الثانوية، أو الجانبية والعرضية، والمدقات والطرق الأسفلتية، وأطوالها وعرضها وحالتها ونشاط العدو والسكان فيها، وأوقات ازدحامها وأوقات فراغها، ونقاط الشرطة المدنية، والشرطة العسكرية، وكمائن المخابرات الحربية الموجودة على طرق الاقتراب والانسحاب وحساب الأزمنة المختلفة وفى أوقات مختلفة من النهار والليل من السجن إلى أماكن الانسحاب.
خريطة للمناطق التى يهدف التنظيم للسيطرة عليها
وعن خطة تحديد إجمالى الوقت اللازم لتنفيذ العملية، أشار التنظيم فى الوثيقة، إلى أنه من الضرورى قبل تنفيذ أية عملية، حساب الزمن اللازم لتنفيذ كل مرحلة من مراحل العملية، لافتاً إلى أن المرحلة الأولى يجب أن تستغرق 10 دقائق، والثانية 30 دقيقة، والثالثة 54 دقيقة، والمرحلة الرابعة 5 دقائق، ليكون بذلك الوقت اللازم للعملية كلها هو 90 دقيقة.
وأوضحت الوثيقة أن المجموعات المقترحة للعملية، تتضمن مجموعة معلومات، مهمتها العمل كعناصر إنذار متقدمة أمام مجموعة التنفيذ، لاستطلاع الطريق والإبلاغ الفورى باللاسلكى وبالوسائل الأخرى. وهناك مجموعة تجهيز ونقل، مهمتها تجهيز مكان الإخفاء وتجهيز الوثائق المطلوبة وكل الضروريات المطلوبة لموقع الإخفاء، ثم حماية الأسرى فى مكان الإخفاء وبعد وصولهم إليه ونقلهم، وهناك مجموعة التنفيذ، مهمتها الاقتحام والتعامل مع عناصر العدو بالقتال السريع، ومجموعة حماية، مهمتها تقديم الحماية اللازمة لباقى المجموعات العاملة أثناء انشغالها بتنفيذ مهامها، ومجموعة عزل ومهمتها التخلص الصامت من الحراس فى المنطقة التى سيجرى الدخول منها عن طريق النسف، وقد تستخدم هذه المجموعة سيارات من نوع سيارات الميكروباص أو سيارات ملاكى بالإضافة إلى مدافع RPG، وبنادق آلية، ومسدسات، وعبوات ناسفة، وقنابل يدوية.
وقالت خطة «داعش»، إن مراحل العملية تتضمن مرحلة التجهيز التى تهتم بتجهيز مكان الإخفاء من خلال وجود مجموعة فى منطقة البدء وتحرك المجموعات من مناطق البدء طبقاً لجدول التحرك والعمل ثم مرحلة أقرب ساتر وتتضمن التأكد من وصول كل المجموعات إلى منطقة الهدف واستعدادها للتنفيذ، وتعتبر منطقة أقرب ساتر هى أقرب مكان للهدف ومنه يتم الهجوم بعد الاستطلاع النهائى من هذه المنطقة ثم مرحلة التنفيذ، وتبدأ بقيام مجموعات عزل الهدف بالقتل الصامت للحراس وتثبيت العبوات الناسفة، ثم تنفيذ مجموعة التنفيذ المهمة ثم مرحلة الانسحاب واصطحاب الأسرى، وتتضمن مغادرة مجموعة التنفيذ تحت ساتر مجموعة الحماية، ومعها الأسرى إلى منطقة الالتقاء مع مجموعة التجهيز وتسليمها الأسرى. وشددت «داعش»، فى خطتها، على أن المجموعات المقترحة لتنفيذ العملية لا بد أن تتضمن مجموعة التعامل مع عربات الحراسة، الأمامية والخلفية، ومجموعة اقتحام عربة السجن ومهمتها قتل الحراسة الموجودة فى العربة وإطلاق سراح الأسرى. ويجب أن تكون مجموعة التجهيز والنقل على مسافة مناسبة من مكان العملية، لاستلام الأسرى من مجموعة اقتحام عربة السجن، وتتجه إلى مكان الإخفاء، وأن تتولى مجموعتا الاحتياط والمعلومات الإنذار عن قدوم عربة السجن، وتحديد مسافاتها وأبعادها ونوعها وسرعتها.
وحول إذا ما نجحت القوات الحكومية فى محاصرة فرق الهجوم على السجون، أكد التنظيم فى وثيقته، أن تشكيل مجموعة لفك الحصار فى هذا الوقت، وإذا ما فشلت فى الوصول إلى قوات الاقتحام الموجودة داخل السجون فيجب تشكيل مجموعات إنقاذ تتضمن مجموعة نقل وحماية الأسرى وتقوم بنقل الأسرى وتوفير الحماية لهم على أن توفر مجموعة الحماية، الغطاء والحماية، فيما تتولى مجموعة تعطيل العدو إحداث أكبر خسائر فيه وتعطيله بالاستخدام الكبير للقنابل اليدوية ومجموعة إنذار كى تتحرك أمام القوة لإعطاء القوة إنذاراً مبكراً حتى لا تصطدم بالعدو مباشرة.
ووضع «داعش»، خطة لهروب قواته إذا فشلت فى مغادرة السجن لمحاصرته من قوات الداخلية أو الجيش، تتضمن محاولة الهروب من الاتجاه الآمن، الذى لا يوجد فيه العدو، أو إحداث ثغرة عن طريق تحديد أضعف مكان يوجد فيه العدو، وتركيز أكبر كمية من النيران عليه ثم اختراقه.
وشددت خطة «داعش» على ضرورة الحصول على رهائن للعدو من قواته، حتى لا يقتحم مكان الإخفاء، حفاظاً على رهائنه.
وحول كيفية إخفاء المحررين من السجون، قالت خطة داعش، إن أماكن الإخفاء إما أن تكون منزلاً مستقلاً يجرى تأمينه من الخارج، أو عمارة فى دور أرضى، على أن يجرى تأمين المخارج وإيجاد مخارج أخرى غير المخرج الرئيسى للعمارة، أو أن يكون فى عمارة فى دور علوى مع تجيز حبال «الهرنس» للنزول من الاتجاهات الأخرى.