في_الحلال
الحلقه السادسة عشر :
أخذ إسلام يجتهد كثيرا في أخر سنه له في الجامعه كي يستطيع التخرج بتقدير يجعله يحصل علي وظيفه في مكان مرموق كما كان يتوقع !! ...
بينما جددت سلمي نيتها وأخيــرا شعرت بحبها لكلية التربيه وأخذت عهدا علي نفسها أن تكون المعلمه التي يتمناها كل طالب ، ستكون من عمار الأرض وسيكون تعديل حال التعليم في بلدنا علي يديها ، هذا نوت وهكذا دعت الله أن يوفقها وتمر هذه السنه علي خير كغيرها من السنين ولكن برصيد أكبر من الحسنات .
كــان إسلام يقضي معظم يومه في الجامعه وعندما يعود للمنزل يذهب للنوم قليلا ثم يستيقظ ليقرأ بعض الكتب الدينيه أو يشاهد بعض البرامج علي موقع اليوتيوب التي تجعله يتحمس ليكون أفضل ، فـ الان لا توجد سارة ولا توجد ذنوب تعلقه بها ، فكر مرارا وتكرارا أن يدخل ليطمئن عليها ويخرج سريعا ولكن عهده مع الله كـــان أقوي ، كان يتذكرها كثيرا بدعائه وهو علي يقين بأن الله قادر علي أن يردها إليه ردا جميعـا ، كان يتذكر محمد دائما ، بل لم ينسـاه قط وكان يدعو له دوما أن يغفر الله له ويجعله من أهل الجنه ويجمعهما سويا في الفردوس الأعلي كما جمعهما في الدنيا
بالرغم من مفارقه سلمي لـ حفصه إلا أنها لم تتأثر كثيرا ، فدائما كانت تستخدم سلاحها كما قالت لها حفصه من قبل " القرآن والدعاء " أخذت تقترب من الله أكثر وتعرف عن دينها أكثر ، حاولت أن تصبح قدوه بين أصدقائها ودائما تحثهم علي كل ماهو خير لهم ، أحبت أن تكون فتاة مختلفه عن جميع الفتيات ، فتاة مختلفه بحيائها وضميرها وأخلاقها وقربها من الله
_______________
مــر هذا العام الدراسي بخير أيضا كالعام السابق ، ولكن أبطالنا مختلفون تماما عن السابق :
فـ إسلام قد تقرب كثيرا من اللــه وأصبح يشعر دائما أن قلبه معلق بالمساجد ، أصبح يشعر بالراحه التي كان يتمناها من قبل ، بالطبع قد تعذب كثيرا ولكنه الآن قد تاب توبة نصوح وساعده في ذلك رفيقه الآخر فاروق .
سلمي أيضا أنهت هذا العام الدراسي بكل خيــر ، حاولت بقدر الإمكان الإستفاده من هذه المواد الدراسيه التي تدرسها وأيضا دربت نفسها علي أن تكون معلمة ناجحه ، فهي لن تسمح لنفسها أبـدا أن تكون معلمه بالإسم فقط .. لا بل ستصبح معلمه بالفعل وليست معلمه للغه الإنجليزي فحسب بل معلمة للأخلاق والقيم والمبادئ والكثير من الاشياء التي يجب أن يعرفها الطـالب بحق .
______________
كانت سلمي تجلس علي موقع الفيس بوك عندما وجدت أمامها خبرا جعلها تقفز من مكانها ، ذهبت مسرعه إلي والدتها وأخذت تصرخ بأعلي صوتها :
- مـــــامــــــا إلحقي نتيجة الثانوية العامه بــــانت
سمعت ولاء هذه الكلمة وقفزت من مكانها هي الآخري , ذهبت إلي الحاسب ويدها ترتعش بشده فلم تستطع فعل أي شئ ، حاولت سلمي تهدئتها وجلست علي الموقع لتري نتيجه اختها ، مرت لحظات الإنتظار كأنها ساعات وقلب ولاء ينبض بشده وخوف ورعب ، جاءت لها العديد من الوساوس في تلك اللحظات القليله ولكنها سرعان ما إستفاقت علي صوت سلمي وهي تصرخ :
97 % - يـــا بنت الإيـــه ، عملتيها إزاي دي يا لوءه
ثم أطلقت ضحكة عاليه وقالت :
- علي فكره أنا مش بحسد ، انا بقر بس، ده انتي كده يا بت يا ولاء داخله هندسه وش بإذن الله
أخذت ولاء تقفز في كل مكان وتصيح بأعلي صوتها ، تقفز علي الفراش وتهبط وتجلس علي الأريكه وتجري وتأخذ أختها ووالدتها في حضنها وتصرخ وظلت هكذا ما يقرب من النصف ساعه حتي تعبت وهدأت تماما ولكن مازالت إبتسامتها تقترب من اذنيها ، عــاد الأب مسرعا من عمله عندما علم بظهور نتيجه الثانوية العامه ، دخل المنزل بلهفه كبيره وفتح الباب بسرعه ووجد ولاء أمامه فنظر إليها وقبل أن يتحدث قاطعته قائله :
- هندسه يا حاج بإذن الله
شعر الأب بالسعاده ونظر لسلمي نظرة ذات معني وعاود النظر لولاء وقال :
- أيوه كده يا بنتي فرحتيني ، الحمد لله إنك مخيبتيش خيبة اختك ، خلي الواحد يفتخر بيكي كده قدام الناس
أحست سلمي وكأن خنجرا مزق قلبها فنظرت إلي والدها بحزن وقالت :
- يعني إنت مش بتفتخر بيا يا بابا
نظر لها بوجه خالي من أي تعبير وقال :
- أكيد مش هفتخر قدام الناس إن بنتي خابت ودخلت تربيه يعني !! بس هندسه يبقي لازم افتخر طبعــا
أحست سلمي بالغضب الشديد ولكنها حاولت التحكم في هذا الغضب لأنها تحدث والدها وقالت :
- يعني يا بابا اللي في تربيه هيدخلوا النــار ؟!! اه أنا مكنتش بجيب الفول مارك في الثانوية بس مش معني كده إني وحشه يعني وإن اللي في هندسه أحسن مني
ضرب الطاولة بقوة أفزعتها وقال بغضب :
- جري إيــــه يا سلمي ؟ هو انتي بتغيري من اختك ولا إيـــــــه ؟!!
تراجعت للخلف قليلا وقالت بحزن :
- يا بابا والله أبـــدا ، ده أنا حتي كنت دايما بقول لولاء تذاكر وتشد حيلها علشان تجيب مجموع أكبر مني ، وكنت بساعدها علي كده وبذاكر معاها لو جالها الإكتئاب بتاع الثانوية ده ، وحضرتك عارف إنها إختي الصغيره وسعات كمان بعتبرها بنتي وعمري ما هغير منها أبـــدا ، بس مش كل شويه حضرتك تقولي كده لأني تعبت
أحس بحزنها فتبسم لها قائلا :
- خلاص يا سلمي روحي اوضتك وإفرحي كده مع اختك ، دي ناجحه برضو ولازم تفرح ، وبلاش الكلام ده دلوقتي
- يا بابا والله أنـــا ...
قاطعها بحده :
- قولت خلاص ، الموضوع انتهي
__________